على مدار السنوات، عندما كان يصل برفقة امرأة – كل مرة امرأة مختلفة – إلى واحد من الأماكن المسماة "رومانسية"، كان ينبه نفسه لأن يتذكر جيداً الطريق المؤدي إلى ذلك المكان، حتى يتمكن يوماً ما – بعد عدة سنوات، أو أسابيع – من العودة هناك برفقة امرأة يحبها فعلاً، ومن أن يعثر في النهاية على الإحساس الرائع، الغامض، الذي يفتقده في نزهاته مع كل هؤلاء النساء الجزئيات. عندما وجد أخيراً – وهو يبلغ الواحدة والسبعين – المرأة التي يتمناها، كانت ذاكرته قد وهنت، وعندما كان يحاول تذكر ولو واحد من تلك الأماكن التي عاهد نفسه على العودة إليها، كانت رأسه ترتطم بجدار أسود، مجصص باعتناء. وحدث أنه وحبيبته بيضاء الشعر قد اضطرا للاكتفاء بأريكة صغيرة بجانب دار مسنين، أريكة تقشر طلاؤها ولا تطل على البحر أو الغابة، وإنما فقط على دار مسنين أخرى، قريبة.
ومع كل هذا، عندما كانت تضع رأسها على كتفه، وتقول له كلمات قليلة – ولكنها صحيحة – والشمس كانت تدفئ عظامهما الباردة، كان هذا لطيفاً بالنسبة له. بل كان لطيفاً جداً أيضاً.